نزار قباني
صباح الخير يا حلوة
صباح الخير .. يا قديستي الحلوة
مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافية
وخبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وانهرها، وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه
طرابيناً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقيةً
* * * *
أنا وحدي
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ
تفتش بعدُ عن بيدر
عرفت نساء أوروبا
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
ولم أعثر
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها
إليَّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي
أيا أمي
أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف فكيف يا أمي
غدوت أباً
ولم أكبر