الثقوب السوداء يمكن أن تخلق الحياة
ربما تكون سمعت عن هذا الإسم من قبل، الثقوب السوداء ذو الجاذبية القوية جداً والذي يسحب كل شيء حوله، حتى الضوء لا يستطيع الإفلات منه أبداً، وربما تعتقد أيضاً بأن هذا المكان هو مقبرة جماعية لكل شيء، ولكنها يمكن أن تكون مصدراً للحياة أيضاً.
يعتقد الفلكيون بأن هناك ثقوب سوداء موجودة في أغلبية المجرات في الكون. وهذه الوحوش السوداء تسحق أية مادة تصادفها، وهي محاطة في الوقت نفسه بمواد تنتظر أن تسقط في الثقب - كاندفاع المياه نحو البالوعة. وعملية الإنتظار هذه تصدر منها كميات كبيرة من الطاقة، فلذلك، تكون بعض المواد حارة ونشطة جداً لدرجة أنها تستطيع الهرب من قبضة الثقب الأسود.
ويعرف عن الثقوب السودء أنها تنتج رياحاً حارة وقوية تجري عبر المجرة، وهذه الرياح مختلفة كثيراً. ففي حساب أخير قام بها مجموعة من الباحثين في مركز هارفارد سمثسون للفيزياء الفلكية، توصلوا إلى نتيجة أن 2 - 5% من تلك المواد قد قذفت بتلك الطريقة، وأن ذرات الأكسجين والكربون تندفع خارجة بسرعة عالية - تصل إلى 6.5 مليون كيلومتر في الساعة (4 مليون ميل في الساعة).
ولذلك، يمكن للسدم التي تتكون في معظمها من الهيدروجين والهليوم، من التقاط رذاذ الأكسجين والكربون الثقيلين من تلك الثقوب السوداء التي تبعد آلاف السنين الضوئية. وهذه الذرات يمكن أن تشكل كتل البناء لبناء أسس الحياة في الكون.